عدد المساهمات : 88 تاريخ التسجيل : 02/08/2011 الموقع : https://masraoy.forumegypt.net
موضوع: موسوعة الشعراء الأربعاء أغسطس 03, 2011 1:39 pm
أخواني و أخواتي
مشرفين و أعضاء
هذا الموضوع يختص بذكر شعراء العرب لكل العصور قديمها و حديثها
و الذي نفخر جميعا بأن امتنا العربية قد أنجبتهم لنا فهم و بعد عظمة
القرآن الكريم استطاعوا أن يحافظوا على لغتنا العربية الكريمة و حملوا
لواء صيانتها باستمرار .
لذا أدعوكم جميعا بالمشاركة بإثراء هذه الموسوعة و ذلك تخليدا وردا
لجميل هذه الفئة من أمتنا .
كما ارجوا من جميع الأخوان المشاركين الحرص على أمانة النقل و ذلك
بنقل المصادر التي تم الاعتماد عليها بإنشاء الموضوع .
كما ارجوا أيضا من جميع الأخوان المشاركين بعدم و ضع ردود الشكر ..
و ذلك للمحافظة على الموسوعة محتوية فقط على الشعراء .
تحياتي و احترامي الكامل للجميع السلام عليكم
اسمحولي ان اشارككم بهده المشاركه
ابو فراس الحمداني ======= إسمه:هو الحارث بن سعيد الحمداني ولادته:ولد في عام 932ميلادي في مدينة الموصل لقبه :هوأبو فراس الحمداني وكان يسمى بشاعر الدوله الحمدانيه نشـأته: نشاء على الفروسيه والأدب وتنقل في مدن الجزيره العربيه والشام المناصب التي تولاها قلده سيف الدوله الحمداني أميراًعلى حمـــص إمـارة منــبج وحــران وأعمالهما وكان حينئذٍ في سن السادسه عشره وأصطحبه سيف الدوله معه في غزواته ضد البيزنطيين فوقع في الآسر عام 962ميلادي أمضى في الآسر أربع سنوات كتب خلالها أشهر قصـائده التي عــرفت ب"الروميات "وبعد خروجه من الأسر ولاه سيف الدوله الحمداني أمارة حمص ولمامات سيف الدوله وقعت الحرب بين ابنه أبي المعالي وأبي فراس , فقتل أبوفراس في تلك المعركه التي دارت رحاها بالقرب من مدينة حمص على يد ابن عمه قرغويه كان ذلك في عام 968ميلادي له ديوان , من الشعر الجيد , العذب الأنغام, المألوف الألفاظ, الذي يسجل التاريخ حياته ويصورفروسيته ويفخربمآثره تنافس مع المتنبي في مدح سيف الدوله خلال إقامته في بلاطه بحلب فرحم الله أبو فراس الحمداني
من قصائده : قصيدة بعنوان : صاحبٌ لمَّـا أساءَ من أبياتها : صاحبٌ لمَّـا أساءَ### أتبعَ الـدَّلوَ الرشاءَ ربَّ داءٍ لا أرى منــ ###ــهُ سوى الصبرِ شفاءَ أحمدُ اللهَ على ما ###سرَّ منْ أمري وساءَ وقصيدة بعنوان : كانَ قضيباً لهُ انثناءُ من أبياتها : كانَ قضيباً لهُ انثناءُ ###و كانَ بدراً لهُ ضياءُ فَزَادَهُ رَبُّهُ عِذَاراً ###تَمّ بِهِ الحُسْنُ وَالبَهَاءُ كذلكَ اللهُ كلّ َ وقتٍ ###يزيدُ في الخلقِ ما يشاءُ وقصيدة بعنوان : أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ
أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ### وَقد حجبَ التُّرْبُ من قد حَجَبْ فإنْ كنتَ تصدقُ فيما تقولُ### فمتُ قبلَ موتكَ معْ منْ تحبْ وَإلاّ فَقَدْ صَدَقَ القَائِلُونَ: ###ما بينَ حيٍّ وميتٍ نسبْ عقيلتيَ استُلبتْ منْ يدي ###و لمـَّا أبعها ولمَّـا أهبْ وَكُنْتُ أقِيكِ، إلى أنْ رَمَتْكِ### يَدُ الدّهرِ مِن حَيثُ لم أحتَسِبْ فَمَا نَفَعَتْني تُقَاتي عَلَيْكِ ###وَلا صرَفتْ عَنكِ صرْفَ النُّوَبْ فلا سلمتْ مقلة ٌ لمْ تسحَّ ###وَلا بَقِيَتْ لِمّة ٌ لَمْ تَشِبْ يعزُّونَ عنكِ وأينَ العزاءُ !؟### و لكنها سنة ٌ تُستحبْ وَلَوْ رُدّ بِالرّزْءِ مَا تَستَحِقّ### لَمَا كَانَ لي في حَيَاة ٍ أرَبْ والسلام عليكم ورحمة الله
ابو العلاء المعري وُلد أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في بلدة "معرَّة النعمان" من أعمال "حلب" بشمال "سوريا" في (27 من ربيع الأول 363هـ = 26 من ديسمبر 1973م). ونشأ في بيت علم وفضل ورياسة متصل المجد، فجدُّه "سليمان بن أحمد" كان قاضي "المعرَّة"، وولي قضاء "حمص"، ووالده "عبد الله" كان شاعرًا، وقد تولى قضاء المعرَّة وحمص خلفًا لأبيه بعد موته. وعندما بلغ أبو العلاء الثالثة من عمره أُصيب بالجدري، وقد أدَّى ذلك إلى فقد بصره في إحدى عينيه، وما لبث أن فقد عينه الأخرى بعد ذلك. ولكن هذا البلاء على قسوته، وتلك المحنة على شدتها لم تُوهِن عزيمته، ولم تفُتّ في عضده، ولم تمنعه إعاقته عن طلب العلم، وتحدي تلك الظروف الصعبة التي مرَّ بها، فصرف نفسه وهمته إلى طب العلم ودراسة فنون اللغة والأدب والقراءة والحديث. عاد "أبو العلاء" إلى "معرة النعمان" بعد أن قضى شطرًا من حياته في "الشام" يطلب العلم على أعلامها، ويرتاد مكتباتها. وما لبث أبوه أن تُوفي، فامتحن أبو العلاء باليُتم، وهو ما يزال غلامًا في الرابعة عشرة من عمره، فقال يرثي أباه: أبي حكمت فيه الليالي ولم تزل رماحُ المنايا قادراتٍ على الطعْنِ مضى طاهرَ الجثمانِ والنفسِ والكرى وسُهد المنى والجيب والذيل والرُّدْنِ وقد ترك أبو العلاء تراثًا عظيمًا من الشعر والأدب والفلسفة، ظل موردًا لا ينضب للدارسين والباحثين على مر العصور، وكان له أكبر الأثر في فكر وعقل كثير من المفكرين والعلماء والأدباء في شتى الأنحاء، ومن أهم تلك الآثار: - رسالة الغفران: التي ألهبت خيال كثير من الأدباء والشعراء على مَرِّ الزمان، والتي تأثر بها "دانتي" في ثُلاثيته الشهيرة "الكوميديا الإلهية". - سقط الزند: وهو يجمع شعر أبي العلاء في شبابه، والذي استحق به أن يوصف بحق أنه خليفة المتنبي. - لزوم ما لا يلزم (اللزوميات)، وهو شعره الذي قاله في كهولته، وقد أجاد فيه وأكثر بشكل لم يبلغه أحد بعده، حتى بلغ نحو (13) ألف بيت. - الفصول والغايات (في تمجيد الله والمواعظ). - عبث الوليد: وهو شرح نقدي لديوان "البحتري". - معجز أحمد: وهو شرح ديوان "أبي الطيب المتنبي". - رسالة الملائكة. - رسالة الحروف. - الرسالة الإغريضية. - الرسالة المنيحية. ومن الجدير بالذكر انه بدا حياته متشككا زنديقا كما ورد في شعره حين زار اللاذقية فسمع فيها صوت الاذان واجراس الكنيسة في اللاذقية ضجة ما بين احمد والمسيح هذا بناقوس يدق وذا بمأذنة يصيح كلٌ يعظم دنيه يا ليت شعري ما الصحيح ولي عودى باحد روائعة من اللزوميات المشهورة إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ، من ابياتها : إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ، ###غالبةٌ، خابَ ذلك الغَلَبُ خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت،### ليس لها، غيرَ باطلٍ، حلَبُ أشأمُ من ناقةِ البَسوس على النا ### سِ، وإن يُنَلْ عندها الطلب يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها، ###أن يترامى بدائِها حَلَبُ أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها، ### ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ وقصيدة: من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ، من ابياتها : من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ،### أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ### ـلمُ، وبيني وبينها حُجُبُ كلُّ شهوري عليّ واحدةٌ،### لا صَفَرٌ يُتّقى ولا رجبُ أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي ###قومٌ، فأمري وأمرُهم عجَبُ والحقُّ أني وأنهم هدرٌ، ###لستُ نجيباً، ولا همُ نُجُبُ والحالُ ضاقتْ عن ضمِّها جسدي؛ ###فكيف لي أن يضمّه الشَّجَبُ؟ ما أوسعَ الموت، يستريح به الجسـ ###ـم المعنّى، ويخفتُ اللَّجَبُ قصيدة بعنوان: الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛ من ابياتها : الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛### فاطرَحْ أذاكَ، ويسّرْ كلّ ما صَعُبا ولا يسُرّكَ، إن بُلّغْتَهُ، أمَلٌ؛ ###ولا يهمّك غربيبٌ، إذا نعبا إنْ جدّ عالمُكَ الأرضيُّ، في نبأٍ### يغشاهُمُ، فتصوّرْ جِدّهُمْ لَعبِا ما الرّأيُ عندكَ في مَلْكٍ تدينُ لهُ ###مصرٌ، أيختارُ دون الرّاحةِ التّعبا لن تستقيمَ أُمورُ النّاس في عُصُر؛### ولا استقامتْ، فذا أمناً، وذا رعبا ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ، ###من عهد آدمَ كانوا في الهوى شُعَبا امرؤ القيس بن حجر الكندي =================== هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر من كندة ، أمة فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة وخاله كليب الذي تقول فيه العرب أعز من كليب ، وهو رأس فحول شعراء الجاهلية أجاد في الوصف وأمتاز بدقة التصوير أما عباراته فهي خشنة من خشونة البيئة التي عاش فيها ، وهذه الديار التي وصفها كلها ديار بني أسد . و يقال لهو الملك الضليل وذو القروح ، وهو من أهل نجد ، من الطبقة الأولى ،طرده أبوه لمل صنع الشاعر بفاطمة ابنة عمه ما صنع ـ وكان لها عاشقاً ـ وأمر بقتله ، ثم عفا منه ، ونهاه عن قول الشعر ، ولكنه نظم بعدئذٍ فبلغ ذلك أباه فطرده ، وبقي طريداً الى أن وصله خبر مقتل أبيه ـ الذي كان ملكاً على أسد وغطفان ـ على أيدي بني أسد ، وكان حينذاك بدُمون ـ بحضر موت ـ فقال : (( ضيعني صغيراً ، وحملني دمه كبيراً ، لا صحو اليوم ، ولا سكر غداً اليوم خمر ، وغداً ، أمر )) .وأخذ يطلب ثأر أبيه ، يستنجد القبائل ، الى أن وصل الى السموأل ، والحارث الغسان ـ في بلاد الشام ـ وقيصر الروم ـ في القسطنطينية ـ الذي ضم إليه جيشاً كثيفاً ، فوشى رجل من بني أسد بامرىء القيس الى قيصر ، فبعث إليه بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب . فلما وصلت إليه لبسها ، فأسرع فيه السم ، وسقط جلده ، وكان حينذاك بأنقرة ، التي مات فيها . وله أشعار كثيرة ، يصف فيها رحلته هذه . -------------------------------------------- من قصائده : ====== معلقته الشهيرة التي بعنوان : قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ( معلقة ) قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل### بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ ###لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ ابو الطيب المتنبي======== المتنبي، أبو الطيب أحمد (915-965): شاعر عربي، ولد في الكوفة ودرس فيها. هرب صغيراً من فظائع القرامطة إلى بادية الشام فأتقن العربية. بعد عودته احترف الشعر، ومدح رجال الكوفة وبغداد. تنقل بين مدن الشام يمدح شيوخ البدو والأمراء والأدباء. ولما لم يستفد من الشعر، أشعل ثورة صغيرة اختلطت فيها المبادئ السياسية بالدينية، لكن عامل الإخشيد قضى عليه وسجنه، ثم أطلق سراحه، فعاد إلى حياة التنقل والمديح. اتصل بيسيف الدولة وصار شاعره وصديقه المقرب، وعاشا معاً في بلاط سيف الدولة في حلب تسع سنوات يغدق سيف الدولة عليه المال، ويفيض المتنبي بأروع القصائد في مديحه. لكن الوشاة أفسدوا علاقتهما، فهرب إلى مصر ومدح كافور الإخشيدي، الذي لم يحقق وعده بإكرامه، فانتقل إلى العراق متنقلاً بين مدنها. قتله أحد من هجاهم قرب موقع دير العاقول. في شعره مبادئ فلسفة تشاؤمية وتعصب واضح للعروبة. تظهر فيه شخصيته قوية الأسلوب، متدفقة ومتحررة، لكنه حافظ على الصورة الشعرية المأثورة. ومن قصائدة عذل العواذل حول قلبي التائه عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ .... وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ يَشْكُو المَلامُ إلى اللّوائِمِ حَرَّهُ .... وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ وبمُهْجَتي يا عَاذِلي المَلِكُ الذي .... أسخَطتُ أعذَلَ مِنكَ في إرْضائِهِ أتنكر يا ابن إسحق إخائي أتُنْكِرُ يا ابنَ إسْحَقٍ إخائي .... وتَحْسَبُ ماءَ غَيرِي من إنائي؟ أأنْطِقُ فيكَ هُجْراً بعدَ عِلْمي ... بأنّكَ خَيرُ مَن تَحْتَ السّماءِ وأكْرَهُ مِن ذُبابِ السّيفِ طَعْماً ... وأمْضَى في الأمورِ منَ القَضاءِ أسامري ضحكة كل راء أسَامَرِّيُّ ضُحْكَةَ كُلّ رَاءِ .... فَطِنْتَ وَكنْتَ أغْبَى الأغْبِيَاءِ صَغُرْتَ عنِ المَديحِ فقلتَ أُهجَى .... أنّكَ ما صَغُرْتَ عنِ الهِجاءِ وَما فَكّرْتُ قَبلَكَ في مُحالٍ .... وَلا جَرّبْتُ سَيْفي في هَبَاءِ ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا ألا ما لسَيفِ الدّوْلَةِ اليَوْمَ عَاتِبَا .... فَداهُ الوَرَى أمضَى السّيُوفِ مَضَارِبَا وما لي إذا ما اشتَقْتُ أبصَرْتُ دونَهُ .... تَنَائِفَ لا أشْتَاقُها وَسَبَاسِبَا وَقد كانَ يُدْني مَجلِسِي من سَمائِهِ .... أُحادِثُ فيها بَدْرَهَا وَالكَوَاكِبَا
الفرزدق :
السيرة الذاتية: الفرزدق (641- 733) هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد، ويصل نسبه إلى مناة بن تميم، والفرزدق لقب غلب عليه ومعناه الرغيف الضخم الذي يجففه النساء للفتوت، وقيل هو القطعة من العجيبن التي تبسط فيخبز منها الرغيف، وشبه وجهه بذلك لأنه كان غليظا جهما، وكني بـ"أبي فراس". ولد الفرزدق في البصرة، ونشأ وعاش حياة لهو وسكر وخلاعة، ولكن الفرزدق تأثر أيضا بأهل الشعر وجو البصرة حاضرة اللغة والأدب والشعر في عصرها، ومال إلى شعر الفخر والهجاء، فلم يسلم من لسانه حتى شعراء بني قومه، وعاش متنقلا بين الخلفاء والأمراء والولاة يمدحهم، ثم لا يلبث أن يهجوهم ثم يمدحهم من جديد! رغم اتصاله ببني أمية إلا أن ذلك لم يخف تشيعه وحبه لآل البيت. عاش الفرزدق في كنف أبيه غالب الذي كان أحد سادات قومه ممن أسلم أيام النبي، وللفرزدق ثلاثة أولاد ذكور وهم: خبطة ولبطة وسبطة، أما بناته فهن خمس أو ست، وكانت علاقته بهم سيئة للغاية خاصة مع شيخوخته وعجزه. تميز شعر الفرزدق بالنمط البدوي ولم يتأثر بالحضر، وكان قوي الأسلوب والنظم، فصيح الألفاظ، تبدو قصيدته متراصة كالبنيان، وقد قال فيه الأخطل: "رأيت الفرزدق ينحت من صخر، وجريرا يغرف من بحر". وكان شعره طبيعيا، في منأى عن الصناعة والزخرف، ولذلك فقد يجيء أحيانا غريب الكلام صلب الألفاظ خشنها، لكنه يظل وثيقة تاريخية هامة في حياة العرب، والأدب العربي. وتحتل النقائض حيزا كبيرا من شعره، فكثير من شعره إنما هو يرد فيه على جرير أو يبادره فيفتح له بابا جديدا للرد، وقد لزم هذا المنوال حتى وفاته، وتوفي بعده جرير بستة أشهر ومن قصائده لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا .... صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَةٌ، .... وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنْقُرُهُ .... جِرْذانُ سَوْءٍ وَفَرْخٌ غَيرُ ذي رِيشٍ قد نال بشر منية النفس إذ غدا قَدْ نالَ بِشْرٌ مُنْيَةَ النّفْسِ إذْ غدا .... بِعبدَةَ مَنهاةِ المُنى ابنُ شَغافِ فيَا لَيْتَهُ لاقَى شَيَاطِينَ مُحْرِزٍ، .... وَمِثْلَهُمُ مِنْ نَهْشَلٍ وَمَنَافِ بحيثُ انحنى أنْفُ الصّليبِ وَأعرَضَتْ .... مَخارِمُ تَحتَ اللّيْلِ ذاتُ نِجافِ لقد كنت أحيانا صبورا فهاجني لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني .... مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ .... عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ .... شَقيٌّ وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ إذا كنت ملهوفا أصابتك نكبة إذا كُنْتَ مَلْهُوفاً أصَابَتكَ نَكبَةٌ .... فَنادِ، وَلا تَعْدِلْ، بِآلِ ذِرَاعِ سِرَاعٌ إلى المعرُوفِ وَالخَيرِ وَالنّدى .... وَلَيْسُوا إلى داعي الخَنَا بِسِرَاعِ كَسَوْتُ قَتودَ الرّحلِ من بعد ناقَتي ... بِأحْمَرَ مَحْبُوكِ الضّلُوعِ رَبَاعِ
الخنسـاء بنت عمـــرو شاعرة الرثاء في العصر الجاهلي حياتها ونشأتها: هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. ويقال : إنها توفيت سنة 664 ميلادية. (1) مقتل أخويها معاوية وصخر واستشهاد أولادها الأربعة : قتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م ،فحرضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه ، ثم قام صخر بقتل دريد قاتل أخيه. ولكن صخر أصيب بطعنة دام إثرها حولا كاملا، وكان ذلك في يوم كلاب سنة 615 م. فبكت الخنساء على أخيها صخر قبل الإسلام وبعده حتى عميت . (2) وفي الإسلام حرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم : (( يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).(3) فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة…)).(4) ، وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعا، في موقعة القادسية . وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك ، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: ((الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته)). (5) ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح ما لا عين رأت ولا أ\ن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم ربهم " ( 6) . شعرهـــا وخصائصه: تعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين ، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ، وخصوصا أخوها صخر ، فقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء. ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة ، ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع ، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها. وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء ومنها : يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال.(7) قال نابغة الذبياني: (( الخنساء أشعر الجن والإنس)). ( فإنكان كذلك فلم لم تكن من أصحاب المعلقات ، وأظن أن في هذا القول مبالغة . أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها: قذى بعينيك أم بالعين عوار ذرفت إذ خلت من أهلها الدار لنابغة الذبياني في سوق عكاظ فرد عليها قائلا : لولا أن الأعشى(أبا البصير) أنشدني قبلك لقلت أنك أشعر من بالسوق . وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها: (9( إن الزمان ومـا يفنى له عجـب أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس إن الجديدين في طول اختلافهما لا يفسدان ولكن يفســد النــاس(10) وكان الرسول r يعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيه يا خناس ويوميء بيده)). (11( أتى عدي عند رسول الله r فقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس. فقال له النبي r : سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عدي(أباه) ، وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب.(12) فقال له الرسول r:- (( ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه r وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب )) رضي الله عنه وأرضاه.(13) بعض أشعارها في الرثاء: تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها. وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما، وفي متناول أيدينا هذه القصائد : ألا يا عين فانهمري بغدر وفيضـي فيضـة مـن غـير نــــزر ولا تعدي عزاء بعد صخـر فقد غلب العزاء وعيل صبري لمرزئة كأن الجوف منهـا بعيد النـوم يشعــر حـــر جمـــر(14) في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر. من حس لي الأخوين كالغصنين أو من راهما أخوين كالصقرين لم ير ناظر شرواهمـا قرميــن لا يتظالمان ولا يرام حماهـا أبكي على أخـوي والقبــر الذي واراهما لا مثل كهلي في الكهول ولا فتى كفتاهما(15) وهنا يظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما . : ومن شعرها أيضا يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس ولولا كثرة الباكيـن حولي على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون على أخي، ولكن أعـزي النفس عنه بالتأسي فلا، والله، لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشص رمسي فيا لهفي عليه، ولهف نفسي أيصبح في الضريح وفيه يمسي (16) وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛ أولاها : طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ، وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم ( فلا والله ) على أنها لن تنساه أبداً. وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد.(17) ثم قالت: أسدان محمرا المخالب نجدة بحران في الزمن الغضوب الأنمر قمران في النادي رفيعا محتد في المجد فرعا سؤدد مخير (18) وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟(19) ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول: أبكي عميد الأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها (20) فقالت الخنساء: أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة قليل إذا نام الخلـي هجودها وصنوي لا أنسى معاوية الذي له من سراة الحرتيـن وفودها و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها (21)
علي محمود طه
نبذة عن حياة
ولد علي محمود طه في الثالث من أغسطس سنة 1901 بمدينة المنصورة عاصمة الدقهلية لأسرة من الطبقة الوسطى وقضى فيها صباه . حصل على الشهادة الابتدائية وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924م حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني . واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة ، إلى أن يسّر له اتصاله ببعض الساسة العمل في مجلس النواب .
وقد عاش حياة سهلة لينة ينعم فيها بلذات الحياة كما تشتهي نفسه الحساسة الشاعرة . وأتيح له بعد صدور ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934 فرصة قضاء الصيف في السياحة في أوربا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه عيناه من مناظر جميلة .
وقد احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول " الملاح التائه "، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم لامارتين . وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه حول المنصورة وبحيرة المنزلة من أمتع قصائد الديوان وأبرزها. وتتابعت دواوين علي محمود طه بعد ذلك فصدر له : ليالي الملاح التائه (1940)- أرواح وأشباح (1942)- شرق وغرب (1942)- زهر وخمر (1943)- أغنية الرياح الأربع (1943)- الشوق العائد (1945)- وغيرها.
وقد كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة . وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير. قال صلاح عبد الصبور في كتابه " على مشارف الخمسين ": قلت لأنور المعداوي: أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور : إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل " جروبي " بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات، واختلست النظر حتى رأيته .. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عين من الأعيان . وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعف الزمان فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبر سنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه ، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة . ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وسعيه وراءها إلا أنه لم يتزوج .
وعلي محمود طه من أعلام مدرسة "أبولو" التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي.. يقول عنه أحمد حسن الزيات: كان شابّاً منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك!!
ويرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن "المفتاح لشعر هذا الشاعر هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب - أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان علي محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا..
ويعد الشاعر علي محمود طه أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر ، وقد صدرت عنه عدة دراسات منها كتاب أنور المعداوي " علي محمود طه: الشاعر والإنسان " وكتاب للسيد تقي الدين " علي محمود طه، حياته وشعره " وكتاب محمد رضوان " الملاح التائه علي محمود طه "، وقد طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت
هبط الأرض كالشعاع السنيّ ..... بعصا ساحر و قلب نبيّ لمحة من أشعّة الرّوح حلت ..... في تجاليد هيكل بشريّ ألهمت أصغريه من عالم الحكـ .... ـمه و النّور كلّ معنى سريّ و حبته البيان ريّا من السحـ ..... ـر به للعقول أعذب ريّ
قلبي
كالنّجم في خفق و في ومض .... متفرّدا بعوالم السّدم حيران يتبع حيرة الأرض .... و مصارع الأيّام و الأمم
أميرة الشرق
يا بشير المنى ، أحلم شباب ..... مرّ بالنهر ، أم غرام جديد ؟ أم شدا الأنبياء بالضّفة الخضر .... اء أم قام للملائك عيد ؟ مهرجان ، ممالك الشّرق فيه .... دعوات ، و فرحة و نشيد إيليا أبو ماضي
الاسم الحقيقي إيليا ضاهر أبو ماضي 1889-1957
محل الميلاد المحيدثة ـ المتن الشمالي - لبنان
سبب الشهرة يأتي ثالثا في شهرته بين شعراء المهجر، بعد جبران ونعيمة..
يزخر شعر أبي ماضي بالتفاؤل والإقبال على الحياة بإسباغ الجمال على البشر والطبيعة، ويستثنى من ذلك درته الشهيرة "الطلاسم" ..
وكمعظم المهجريين يتصف بالجرأة في التعامل مع اللغة ومع القالب العمودي الموروث .
نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته سوى الدروس الابتدائية البسيطة؛ فدخل مدرسة المحيدثة القائمة في جوار الكنيسة.
عندما اشتد به الفقر في لبنان، رحل إيليا إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة مع عمه الذي كان يمتهن تجارة التبغ، وهناك التقى بأنطون الجميل، الذي كان قد أنشأ مع أمين تقي الدين مجلة "الزهور" فأعجب بذكائه وعصاميته إعجابا شديدا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشر أولى قصائده بالمجلة، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه اسم " تذكار الماضي " وقد صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر 22 عاما.
اتجه أبو ماضي إلى نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسية، فلم يسلم من مطاردة السلطات، فاضطر للهجرة إلى أمريكا عام 1912 حيث استقر أولا في مدينة " سنسناتي " بولاية أوهايو حيث أقام فيها مدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه البكر مراد، ثم رحل إلى نيويورك وفي "بروكلين"، شارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.
أصدر مجلة " السمير" عام 1929م، التي تعد مصدراً أولياً لأدب إيليا أبي ماضي، كما تعد مصدراً أساسياً من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيراً من إنتاجهم الأدبي شعراً ونثراً.
واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام 1957م .
يعتبر إيليا من الشعراء المهجريين الذين تفرغوا للأدب والصحافة، ويلاحظ غلبة الاتجاه الإنساني على سائر أشعاره، ولاسيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة جبران.
أهم الأعمال دواوين: (تذكار الماضي)، (إيليا أبو ماضي)، (الجداول)، (الخمائل)، (تبر وتر اب(
ومن قصائد :
قال السماء كئيبة وتجهما
قال السماء كئيبة ! وتجهما ...... قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما ! قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم ..... لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !! قال: التي كانت سمائي في الهوى ..... صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عــــهودي بعدما ملكـتها ..... قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
كن بلسما
كـن بـلـسماً إن صار دهرك أرقما ..... وحـلاوة إن صـار غـيـرك عـلـقما إن الـحـيـاة حـبـتـك كـلَّ كـنـوزهـا .... لا تـبخلنَّ على الحياة ببعض ما .. أحـسـنْ وإن لـم تـجـزَ حـتى بالثنا ...... أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
العيون السود
ليت الذي خلق العـــيون الســـودا .... خــلق القلـوب الخــافقات حديدا لولا نواعــسـهـا ولولا سـحــرها ..... ما ود مـالك قـلبه لو صــــيدا عَـــوذْ فــؤادك من نبال لحـاضها ..... أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا إن أنت أبصرت الجمال ولم تهـــــم .... كنت امرءاً خشن الطباع ، بـليــدا
الدمعة الخرساء
سمعت عول النائحات عشية .... في الحيّ يبتعث الأسى و يثير يبكين في جنح الظلام صبيّة .... إنّ البكاء على الشباب مرير فتجهّمت و تلفّتت مرتاعة ..... كالظبي أيقن أنّه مأسور و تحيّرت في مقلتيها دمعة .... خرساء لا تهمي و ليس تغور
مي زيادة (1895م ــ 1941م)
مولدها ونشأتها:
ولدت (مي) بالناصرة (فلسطين) سنة 1895م واسمها الحقيقي ماري بنت الياس زيادة صاحب جريدة المحروسة، واختارت لنفسها اسم (مي) الذي اشتهرت به في عالم الأدب، وهي من أشهر أديبات الشرق وكاتبة موهوبة وخطيبة فسيحة الباع.
تلقت دروسها الابتدائية في مدرسة عين طوره وجاء بها والدها وهي دون البلوغ إلى مصر حيث عكفت على المطالعة والتحصيل والتضلع من مختلف العلوم والفنون وعرفت من اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية والأسبانية، أتقنتها، فاستكملت ثقافتها وتميزت بالذهن البارع والذوق السليم.
كانت تنشر فيض قريحتها في مجلات الزهور والمقتطف والهلال وجرائد المحروسة والسياسة والرسالة، ولما سطع نجمها في سماء الأدب العربي كان يجتمع بعد ظهر الثلاثاء من كل أسبوع في دارها نخبة من العلماء والشعراء وقادة الفكر من أهل مصر، وهم يخوضون في الحديث ويتبارون في مختلف البحوث العلمية والفنية، وكانت (مي) مالكة عنانه توجه المناقشات والأحاديث بلفظها الرشيق وبيانها الناصع، وأصبحت دارها منتدى أدبياً حافلاً وكان أكثرهم تردداً عليها الشعراء إسماعيل صبري ومصطفى صادق الرافعي وولي الدين يكن، واحمد شوقي، وخليل مطران، وشبلي شميل رحمهم الله وغيرهم، وظلت دارها كدار بنت المستكفي منتدىً للنوابغ، وكانت بمواهبها وفتنتها مبعث الوحي والإلهام لقرائحهم، لأنها جعلت قلوب هؤلاء النوابغ تنفعل بموحياتها الانوثية الناعمة وسحر الجمال، وقد نظم المرحوم إسماعيل صبري باشا أبياتا نفيسة.
كان أول كتاب وضعته باسم مستعار (ايزيس كوبيا) وهو مجموعة من الأشعار باللغة الفرنسية، ثم وضعت مؤلفاتها (باحثة البادية) وكلمات وإرشادات، ظلمات وأشعة، سوانح فتاة، بين المد والجزر، الصحائف والرسائل، وردة اليازجي، عائشة تيمور، الحب في العذاب، رجوع الموجة، ابتسامات ودموع، وقامت بعدة رحلات إلى أوروبا وغذت المكتبة العربية بطائفة من الكتب الممتعة موضوعة ومنقولة وبلغت من غايتها في الأدب والعلم والفن فاستفاض ذكرها على الألسنة.
وكانت تميل إلى فني التصوير والموسيقى، وكانت إذا وضعت قصة تجعل ذكرى قديمة تثيرها رؤية لون أو منظر من المناظر، أو حادثة من الحوادث، وقد يكون إيحاءَ بما تشعر به وتراه في حياتها، فتدفعها هذه الذكرى ويستنفرها هذا الإيحاء إلى كتابة القصة، وقد تستيقظ في الفجر لتؤلف القصة، ومن عادتها أن تضع تصميماً أولياً للموضوع، ثم تعود فتصوغ القصة وتتم بناءها، وان الوقت الذي تستغرقه في كتابة القصة قد يكون ساعة أو أسابيع أو شهور حسب الظروف، وهي ترى انه ليس هناك قصص خيالية مما يكتبه القصصيون وكل ما ألفته هذه النابغة، هو واقعي كسائر ما تسمع به وتراه من حوادث الحياة، فالمؤلف القصصي لا يبدع من خياله ما ليس موجوداً، بل هو يستمد من الحياة وحوادثها، ويصور بقالبه الفني الحوادث التي وقعت للأفراد، وكل ما تكتب هو تصوير لبعض جوانب الحياة، لا وهمٌ من الأوهام لا نصيب لها من حقيقة الحياة.
لقد ظلت سنوات طويلة تغرس في القلوب أجمل الشعر وأرفع النثر وتتهادى بروائعها ومؤلفاتها في دنيا الأدب إلى أن عصفت المنية في روحها وهي في سن الكهولة المبكرة وذلك في يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الأول سنة 1941م في المعادي بمصر، وتركت وراءها مكتبة نادرة لا تزال محفوظة بالقاهرة وتراثاً أدبياً خالداً إلى الأبد.
لقيت في أواخر عهدها أشد العنت والكيد من أنسبائها، (فقد تآمروا عليها وأدخلوها العصفورية في بيروت وبقيت فيها مدة سنتين حتى أنقذها وأخرجها منه أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري، وقد زارها في مستشفى العصفورية دولة العلامة فارس الخوري والأمير عادل أرسلان وشاهداها لحالة عقلية تامة ولكن صحتها الجسدية ضعيفة جداً واحتجا على ما لاقته إلى مجلس النواب اللبناني.
و من كتاباتها
كآبة
لقد أبصرتك تتولدين، يا وريقاتي العزيزة، وراقبتك تنبتين، وكنت صغيرة تنمين في حلة خضراء ناضرة هلا حدثتني: كم من قبلة طاهرة شهدت، وأنت على الأفنان أما كفاك العناق فيما بينك كلما هب النسيم عليك مداعباً؟ أيتها الحسودات الصغيرات، من عل رأيت السرور يمر فطلبته، ظناً منك أن السعادة على الأرض تقيم لكن لا، لا سعادة عندنا، لأن الإنسان يرسم أمانيه، ويعجز عن تحقيقها. وأنت أيتها الوريقات الساذجة التي بذلت الجهود للتخلص من العبودية إنك لن تظفري بما شاقك عندنا من مظاهر الحرية، فالتقلب في التراب، والتمرغ في الأوحال هو كل ما ستنالين حتى التحلل والاضمحلال! وأنا حزينة إذ أراك تتناثرين وترفرفين نحو مثواك القاسي الحزين أيها الإله! لماذا وضعت في عيني الإنسان هذه العبرات، قضيت بألا تجف ولا تنضب؟ لماذا؟ أي مسرة أنت ملاق في النكال والإيلام؟ إنك لقادر ونحن ضعاف، إنك العظيم ونحن البائسون نحن أشرار وأنت كل الصلاح، أما كان الغفران أجدر برحمتك؟ أو ما كانت ملاشاتنا أوفق لرحيب قدرتك؟ ولكنك لم تفعل هذا أو ذاك، ونحن نشقى، ونحن نتعذب. نفسي اليوم حزينة، وحزنها قائم، واكر في الأوراق المتناثرة، وفي الأحياء الذين يضحكون،وفي الموتى الذين مضوا كأنهم لم يكونوا أبو تمام
هو حبيب بن أوس الطائي المعروف بأبي تمام، ولد عام (172 هـ – 788 م)، في بلدة جاسم في جنوب سوريا.
كان أبوه مسيحيا اسمه تدوس العطار، فلما أسلم أبو تمام حرف اسم أبيه إلى أوس. لا نعرف عن حداثته شيئا ذا أهمية، إلا أنه سافر إلى مصر وهو يافع فأفاد من ملازمته مساجدها وخدمة أهل العلم فيها. ثم راح يتجول في الأقطار، فزار بغداد وخراسان والحجاز والموصل وبلاد الشام والعراق وغيرها، حتى استقر في سامراء عند الخليفة المعتصم، الذي قربه وأنعم عليه.
وبرز أبو تمام في ذلك العصر شاعرا مبدعا يتربع على عرش الشعر ويقتدي به معظم شعراء زمانه. وكان المديح أبرز الفنون التي نظم فيها لكن له مراثي وحكما رائعة.
شعره كثير يمتاز بقوة السبك وحسن الإخراج، والتأنق في البيان لفظا ومعنا، والغوص في عميق المعاني وغزيرها ، وكثرة الاختراع والتوليد فيها.
من قصائده :
ومن جيد غيداء التثني كأنما
ومن جيد غيداء التثني كأنما .... أتتك بليتيها من الرشإ الفرد كأن عليها كل عقد ملاحة .... وحسنا، وإن أمست وأضحت بلا عقد ومن نظرة بين السجوف عليلة ... ومحتضن شخت، ومبتسم برد ومن فاحم جعد، ومن كفل نهد، ... ومن قمر سعد، ومن نائل ثمد
يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ
يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ ..... ومُصارعَ الإدلاجِ والإسراءِ أقري السلام مُعرَّفاً ومُحصَّباً .... من خالد المعروفِ والهيجاءِ سَيْلٌ طَمَا لَوْ لَمْ يَذُدْهُ ذَائِدٌ .... لتبطَّحتْ أولاهُ بالبطحاءِ
فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ
فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ ... حَتَّامَ لاَيَتَقضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ!؟ وإنَّ أسمجَ من تشكو إليهِ هوى .... من كانَ أحسنَ شيءٍ عندهُ العذلُ ما أقبلتْ أوْجُهُ اللذّاتِ سافرة .... . مذْ أدبرَتْ باللوى أيامُنا الأولُ
هو عمرو بن العبد. و"طرفة" لقب غلب عليه. ولد في البحرين سنة 543 م، وقتل في عهد عمرو بن هند، ملك الحيرة سنة 569 م. فيكون قد عاش ستة وعشرين عاما فقط، ولهذا عرف باسم "الغلام القتيل". وينتمي طرفة لأسرة عرفت بكثرة شعرائها من جهة الأب والأم. وكان في صباه عاكفا على حياة اللهو، يعاقر الخمر وينفق ماله عليها. ولكن مكانه في قومه جعله جريئا على الهجاء. وقد مات أبوه وهو صغير فأبى أعمامه أن يقسموا ماله وظلموه. ولما اشتدّت عليه وطأة التمرد عاد إلى قبيلته وراح يرعى إبل أخيه "معبد" إلا أنها سرقت منه. ولما قصد مالكاً ابن عمه نهره. فعاد مجدداً إلى الإغارة والغزو.
موته
توجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح). وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً ، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا"...
بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:
"باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً". فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.
فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى . فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله".
فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها". فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.
شعره شعر طرفة قليل لأنه لم يعش طويلاً. ولكنه حافل بذكر الأحداث، ويعكس أفكاره وخواطره بالحياة وبالموت، وتبرز فيه الدعوة لقطف ثمار اللذة الجسدية والمعنوية قبل فوات العمر. وقد ترك لنا طرفة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه "المعلّقة". ويحوي الديوان 657 بيتاً ، أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها (104) بيتاً وهي على البحر الطويل. ومن موضوعاتها: 1 - الغزل - الوقوف على الأطلال ووصف خولة. 2 - وصف الناقة. 3 - يعرّف نفسه ثم يعاتب ابن عمه. 4 - ذكر الموت، ووصيته لابنة أخيه أن تندبه. مختارات من معلقة طرفة بن العبد فيما يلي بعض الأبيات المختارة من معلقة طرفة تدور حول عدة مواضيع:
نسيب
لخولة أطلال ببرقـة ثهمــدِ تلوح كبـاقي الوشم في ظاهر اليدِ وقوفـاً بها صحبي عليّ مطيَّهم يقولون لا تهلـك أسـىً وتجـلَّدِ من أنا إذا القوم قالوا : من فتى؟ خلتُ أنني عُنيت فلم اكسل ولـم اتـبـلَّدِ ولستُ بحلاّلِ التـلاعِ مـخـافةً ولكن متى يسترفدِ القـومُ أرفِـدِ
خواطر وآراء
ألا أيهـذا اللائمي أحضر الوغـى وأنْ أشهدَ اللذاتِ، هل انت مُخْلِدي؟ فإن كنتَ لا تسطيعُ دفعَ مـنيـّتي فدعني أبادِرْهـا بـمـا ملكَتْ يدي ولولا ثلاثٍ هنَّ من لـذّةِ الفتـى وجدِّكَ لـم أحفلْ متـى قام عُوَّدي فمنهنَّ سبقي العاذلاتِ بشـربـةٍ كُمَيْتٍ مـتى ما تُعْـلَ بالـماءِ تُزْبِدِ
حكم
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على المرءِ مـن وَقْعِ الحسامِ المهنَّدِ ستبدي لكَ الايامُ ما كنتَ جاهلاً ويأتيكَ بـالأخبـارِ مـن لم تُزَوِّدِ
طرفة بين فكّي التاريخ
طرفة الشاعر الجاهلي المبدع عانى من ظلم الأقرباء وهو أشنع ضروب الاستبداد لأنه يأتي من الأيدي التي نحبها والتي نظنّ أننا نأمن شرّها. ولم تمهله المؤامرات التي حيكت ضده كثيرا فمات في ربيع عمره عن 0(26) عاما، حيث قتل بوحشية لا لذنب اقترفه سوى إبداعه وإن كان بالهجاء.
سقط الشاعر ضحية لخلاف شخصي مع الملك. وإذا صحّت الرواية حول موته وأنه حمل الكتاب الذي يحوي أمراً بقتله، فإنّ هذا يدلّ على مدى عزّة النفس والثقة التي كان طرفة يتمتّع بها، وإن كانت في آخر الأمر، سبب مقتله.
بمقتل طرفة بن العبد في ربيع عمره وفي بداية عطائه حرم عشاق الأدب العربي والباحثين في علوم الصحراء والبداوة وتاريخ العرب من مصدر خصب كان يمكن أن يزوّدهم بالمعلومات التي يحتاجونها، وحرموا من عطاء خيال مبدع.
وتبقى معلّقة الشاعر شاهدا علىبشَّـار بـن بـرد
هو أبو معاذ بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي بالولاء أي أنه كان رقيقا فأعتقته امرأة عقيلية فصارت مولاته فنسب إليها. هو بصر